من احتفال التفوق إلى مأساة غرق في هولندا

تحول احتفال طالبة بريطانية متفوقة بنجاحها في اختبارات القبول الجامعي إلى مأساة مؤلمة، بعد أن لقيت حتفها غرقًا أثناء رحلة مع أصدقائها في هولندا. تركت الشابة وراءها عائلة منهارة ومستقبلًا واعدًا لم يتسنَ لها تحقيقه.
ووفقا لصحيفة “ذا صن”، وقع الحادث المفجع عندما كانت الطالبة تسبح في أحد سواحل مدينة لاهاي، حيث جرفتها التيارات المائية القوية بشكل مفاجئ. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الإنقاذ، لم يتمكنوا من إنقاذ حياتها، لتنتهي رحلتها التي كانت مليئة بالآمال والطموحات بمأساة صادمة.
سافرت الشابة إلى هولندا في شهر أغسطس الماضي، برفقة مجموعة من أصدقائها، بعد أن قررت والدتها الدكتورة حنان عبدالعزيز مكافأتها على تفوقها الأكاديمي. كانت الفتاة تستعد لبدء دراستها في جامعة ليفربول، حيث حصلت على قبول في تخصص العلوم الطبية الحيوية، كخطوة أولى نحو تحقيق حلمها في دراسة طب الأسنان. لكن القدر كان له رأي آخر.
في ذلك اليوم المشؤوم، وبينما كانت تسبح مع أصدقائها، تعرضت لتيارات مائية قوية جرفتها بعيدًا عن الشاطئ. وعلى الرغم من المحاولات المستميتة لإنقاذها، إلا أن كل الجهود باءت بالفشل. تم العثور عليها لاحقًا وقد فارقت الحياة، مما أدى إلى صدمة كبيرة بين عائلتها وأصدقائها.
وصفت والدتها ابنتها بأنها كانت “روحاً مشرقة وموهبة نادرة”. وأكدت أنها لم تكن مجرد طالبة متفوقة فقط، بل كانت شخصية ملهمة تتمتع بمهارات فنية استثنائية. وفقًا لأمها، كانت الفتاة تتقن العزف على البيانو والجيتار، وكانت عضوًا بارزًا في جوقة الغناء بمدرستها. كما خصصت جزءًا من وقتها لمساعدة الأطفال، حيث كانت تقدم دروسًا مجانية في الرقص.
لكن الحزن العميق الذي شعرت به والدتها لم يمنعها من تحويل هذه المأساة إلى رسالة أمل. أسست الأم مؤسسة خيرية تحمل اسم “Afaf Above the Water”، تهدف إلى نشر الوعي حول مخاطر السباحة في المياه المفتوحة، وحماية الشباب من التعرض لنفس المصير. وقالت الأم بكلمات مؤثرة: “ابنتي كانت كل شيء في حياتي، ولن أدع ذكراها تتلاشى. سأعمل على أن تظل مصدر إلهام حتى لا تعاني عائلات أخرى مما مررنا به”.
لم يقتصر الحزن على عائلتها فقط، بل امتد ليشمل مدرستها أيضًا. حيث قامت المدرسة بتكريمها بزرع شجرة تذكارية في ساحتها تخليدًا لذكراها. وصفها زملاؤها بأنها كانت “شخصية لا تُنسى” و”نموذجًا في الاجتهاد والتفاني”، خاصة في دورها كمرشدة للطلاب الجدد.
بهذه الكلمات، تبقى ذكرى هذه الشابة حية في قلوب من عرفوها، بينما تسعى والدتها إلى تحويل مأساتها إلى رسالة توعية وإنقاذ، لعلها تحمي الآخرين من فقدان أحبائهم بهذه الطريقة المأساوية.