الذهب “طاير في العلالي”

استقرت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الجمعة، وسط حالة من القلق المتزايد بشأن احتمالية نشوب حرب تجارية عالمية. وقد أدى ذلك إلى زيادة الإقبال على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية.
وحافظت أسعار الذهب الفورية على استقرارها عند مستوى 3107.44 دولار للأونصة، بينما شهدت العقود الأميركية الآجلة للذهب ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2% لتصل إلى 3127.90 دولار للأونصة.
وفي وقت سابق، تعرض الذهب لعمليات جني أرباح كبيرة خلال الجلسة السابقة، حيث انخفض بأكثر من 2% عن أعلى مستوى له والذي بلغ 3167.57 دولار للأونصة. وجاء هذا الانخفاض نتيجة لموجة بيع واسعة النطاق بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة.
أما بالنسبة لأداء المعادن النفيسة الأخرى، فقد سجلت الفضة ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1% لتصل إلى 31.89 دولار للأونصة، واستقر البلاتين عند مستوى 951.95 دولار. في المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 0.3% ليصل إلى 925.75 دولار.

سبب ارتفاع أسعار الذهب

ارتفاع أسعار الذهب بعد قرارات ترامب الأخيرة يمكن تفسيره بالعوامل التالية:

1. التوجه نحو الملاذات الآمنة

• عندما يتم اتخاذ قرارات مثل فرض رسوم جمركية جديدة، فإن ذلك يثير مخاوف بشأن حدوث توترات تجارية أو حتى حرب تجارية عالمية. هذه التوترات تؤدي إلى زيادة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، مما يجعل المستثمرين يبحثون عن أصول أكثر أماناً مثل الذهب.

1. ضعف الثقة

• القرارات المتعلقة بالرسوم الجمركية قد تؤثر سلباً على الشركات والاقتصادات العالمية، مما يؤدي إلى تراجع الأداء في الأسواق المالية (مثل الأسهم والسندات). نتيجة لذلك، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كوسيلة لحماية رؤوس أموالهم.

1. تأثير التضخم

• فرض رسوم جمركية قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الواردات، مما يزيد من معدلات التضخم. ويميل الذهب إلى الارتفاع في أوقات التضخم المرتفع لأنه يعتبر وسيلة للتحوط ضد فقدان القوة الشرائية للعملات.

1. تقلبات العملات

• السياسات التجارية التي تؤثر على قيمة الدولار الأميركي (الذي يعتبر العملة الرئيسية في التجارة العالمية) قد تؤدي إلى تقلبات في أسواق العملات. ونظراً لأن الذهب يتم تداوله عالمياً بالدولار، فإن ضعف الدولار يجعل الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يعزز الطلب عليه.

1. ردود الفعل السلبية من الشركاء التجاريين

• الرسوم الجمركية قد تدفع الدول الأخرى إلى اتخاذ إجراءات انتقامية، مما يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية. هذا النوع من التصعيد يعزز الطلب على الذهب باعتباره أصلاً مستقراً في أوقات الأزمات.

في المجمل، القرارات المتعلقة بالرسوم الجمركية تجعل حالة من عدم اليقين في الأسواق، مما يجعل الذهب الخيار المفضل للمستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار.