ازدهار تجارة الذهب في هولندا وسط توترات عالمية

تشهد سوق الذهب في هولندا ازدهارًا غير مسبوق، حيث أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة هولندية أن حجم تجارة الذهب شهد قفزة كبيرة خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة بالعام الماضي. ويشير التقرير إلى زيادة ملحوظة في عمليات شراء وبيع الذهب، مع ظهور العديد من المستثمرين الجدد الذين يدخلون السوق للمرة الأولى.
التوترات الجيوسياسية العالمية تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الاتجاه، حيث يُعتبر الذهب استثمارًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار. ووفقًا لإحصائيات شركة متخصصة في تجارة الذهب، ارتفعت معاملات الشراء بنسبة 26% ومعاملات البيع بنسبة 46% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، مما جعل هذه الفترة تسجل “أفضل ربع سنوي على الإطلاق” في تاريخ الشركة.
كما لوحظ أن العديد من الأفراد الذين يمتلكون مجوهرات ذهبية قاموا باستبدالها بالنقود، مستفيدين من الارتفاع المستمر في أسعار الذهب. وقد ساهم هذا النشاط في زيادة القيمة الإجمالية للذهب المُباع بشكل كبير خلال العام الماضي.
وعبر مدير إحدى الشركات الاستثمارية العاملة في مجال الذهب عن سعادته بالنتائج التي تم تحقيقها، مشيرًا إلى أن ما يقارب نصف قيمة المبيعات التي حققتها شركته عبر موقعها الإلكتروني في الربع الأول من هذا العام تعادل ما تم تحقيقه خلال عام 2024 بأكمله. وقال: “هذا يؤكد أن الذهب لا يزال يتمتع بثقة المستثمرين كملاذ آمن في أوقات الأزمات”.
وأضاف أن أكثر من نصف المشترين الحاليين يشترون الذهب لأول مرة، مما يعكس التوجه المتزايد نحو الاستثمار في المعدن النفيس. وأشار إلى أن التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى التهديد باندلاع حرب تجارية، كانت من بين العوامل الرئيسية التي دفعت أسعار الذهب للارتفاع.
وحذر المدير من أن فرض الولايات المتحدة ودول أخرى رسومًا على تجارة الذهب قد يؤدي إلى زيادة تكلفة المشتريات المحلية على المدى الطويل. ومع ذلك، أكد أن هذا قد يعزز أيضًا الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن في ظل استمرار حالة عدم اليقين.
باختصار، يبدو أن الذهب سيظل الخيار المفضل للمستثمرين الهولنديين والعالميين في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية، مما يجعل السوق الهولندية واحدة من أكثر الأسواق نشاطًا في هذا القطاع.