صمت الكلام
عندما يقع عليك الظلم أو سوء النية أو إغتابك أحد عليك بالصمت وعدم التبرير أو إيضاح الامور للأخرين حيث أن الله الخالق العظيم مطلع علي كل شئ طالما الله يعلم وهو علام الغيوب فسلام علي الدنيا والبشر … لوكان للعتاب نتيجة لما أسرها يوسف في نفسه … لو كان لمخالطة الناس في الحزن أثر لما تولي يعقوب عنهم … ولو كان في البوح فرج لما نذرت مريم أن لا تكلم اليوم إنسيا … إنكسر مع الله فأنكسارك أمامه إستقامه. (هناك كلام لا يقول شئ وصمت يقول كل شئ) في الواقع دائما ما يخطئ الناس في حكمهم فلا تسعي لتصحيح الظنون لان ذلك من أسمي وأعلي مراتب التوازن النفسي فأصبر واحتسب طالما نقلت الملف إلي محكمة الآخرة فالدعوي محفوظة والقاضي أحكم الحاكمين … فهنيئا لمن لايظلم ولا يسئ الظن ولا يغتاب فالعواقب وخيمة لكل ماسبق عجبا لهؤلاء وهم يسمعون في كل ثانية لشخص ما يعرفه إنه قد فارق دنيانا والموت المفاجئ قد يأتينا في أي لحظة .. فأصبر واحتسب وصاحب العوض موجود والعوض قد يكون مذهلا يدهشك !!! فلا تحزن فالخالق العظيم يرسل الأمل في أكثر اللحظات يأسا .. فالمطر الكثير لا يأتي إلا من الغيوم الأكثر ظلمة. وإياك أن تندم بأنك عاملت الناس بطيبة قلبك وصفاء نيتك يكفي أن الواحد الأحد يري خالص نواياك أبعد الله أحد ؟ من عاش بالمكر مات بالفقر وللفقر معان كثيرة غير المال كما يقول الحق سبحانه وتعالي . واأصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا (الطور ٤٨).
فيكفيك قول حسبنا الله ونعم الوكيل وعند الله تجتمع الخصوم.
قد علمت بأن الله عز وجل لن يغفر لمن يغتاب أو يظلم أو يسئ الظن حتي يسامحه ذلك الشخص.
لذلك كن مع الله ولا تبالي وافعل الخير حتي ولو لم يكن في موضعه.
دمتم
*إمام فتح الله عثمان