الوطن العربي

أوقفوا أولاد التفاهة

*بقلم: زياد علي درويش

أوقفوا أولاد التفاهة وامنعوا تفاهتهم عن شاشاتكم ومنازلنا.
رسالة أوجهها إلى مدراء القنوات التلفزيونية الفضائية العربية، وأصحابها ومالكيها، وكذلك إلى أصحاب المنصات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والشيطان يكمن في الأسباب والطريقة والتفاصيل.
استقبال أحد المشاهير وتركيب مقلب لا يمكن لإنسان تحمله عبر استخدام التقنيات الحديثة ليس بنجاح ولا ترفيه ولا إعلام ولا حتى تمثيل، إنها التفاهة بحد ذاتها ولكنها كانت في الشوارع والآن سمحتم لها بدخول المنازل عبر شاشاتكم ومنصاتكم، وكفانا في شهر رمضان من كل عام يخرجون علينا بأسماء جديدة، وبطرق تنفيذ مقالب مبتكرة قد تصل إلى حدود الشروع بقتل أحد المشاهير بداعي التسلية والترفيه، واكتساب التفاعل والمتابعين من كنوز صفحاته، ولن أخوض في أساليب إحضار الضيف والاتفاق معه أو عدمه فهذا ليس وقته، والمبلغ الذي يمكن أن يتقاضاه مقابل تسخيف نفسه في برنامج تلفزيونية وأو مقطع “ريلز” لأنه أحد التفاصيل ونحن الآن نتحدث عن السبب.
واطلبوا منكم عدم الاعتقاد أن ما تقدمونه ينطوي تحت اسم برامج “الكاميرا الخفية”، فهذا البرنامج الراقي “الكاميرا الخفية” طُبع في ذاكرتنا نحن مواليد السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وقد يكون ما قبل هذه العقود الثلاثة، إلا أنه من شبه المؤكد أن عملية الطبع لا تشمل مواليد القرن الحالي على الأقل.
برامج “الكاميرا الخفية” ومهما اختلفت أسماؤها بحسب السنوات والدول إلا أنها كانت جميعها تعتمد على الموقف الطريف والنكتة الخفيفة المسلية والتي تحمل نسمة فكاهة خفيفة تتسلل إلى القلب دون استئذان، ليس هذا فحسب بل وتتسرب إلى مواطن الذاكرة لنستذكرها على مدى سنوات العمر.
واحذركم يا مرتكبي هذه الجرائم بحق الذوق العام أن تطلقوا على أفعالكم المقززة اسم الكوميديا لأنها ليس بكوميديا ولا تحمل أي من عناصرها، فابحثوا عن الكوميديا الحيقيقة بكل أنواعها قبل أن تضغطوا زر التسجيل، كما أنها ليست فرص تمثيلية لأن ما تقومون به ليس تمثيلاً على الإطلاق ولا حتى تشخصياً.
كما أنني اليوم وبعدما اتخذت هذه البرامج أشكالاً أخرى، لا أستطيع أن أسميها تطوراً على الإطلاق ولا أراها قريبة منه ولا حتى تشم رائحته، بل هي برامج تائهة لا تستجدي إلا استجداء المال لا أكثر ولا أقل، ولا يبالي أصحابها والعاملين فيها بما يفعلوه بمن يُخطئ ويشاهد دقائق منها، وأصبح أبطال هذه التفاهات يخرجون علينا كل عام بتفاصيل مقلب مقرف ومقزز أكثر من السنة التي سبقتها، فهبوا يا مثقفي العرب وأعلامها ورجال إعلامها لإيقاف هذه التفاهات ومن أصبحوا رموزها، وأُقفوا تمويلها، وأمنعوها عن الشاشات التي تملكونها وتديرونها، وارحموا الناس من الإجرام الترفيهي الذي يمارسه أولاد التفاهة.

*كاتب صحفي
zeaddarwish@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!