ألمانيا تعيد إفتتاح سفارتها في دمشق وتقدم دعما سياسيا واقتصاديا لسوريا الجديدة

وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم إلى دمشق، العاصمة السورية، لإعادة افتتاح السفارة الألمانية رسميًا بعد إغلاق استمر 13 عامًا. وفي تصريح للمبعوث الألماني الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، أكد أن ألمانيا ملتزمة بالعمل مع جميع الأطراف السورية لتحقيق مستقبل أفضل للبلاد. وأشار شنيك إلى أن الخدمات القنصلية والتأشيرات ستظل تُدار مؤقتًا من السفارة الألمانية في بيروت، نظرًا لمحدودية عدد الموظفين الدبلوماسيين في دمشق حاليًا.
رافق الوزيرة في زيارتها هذه السياسي البارز أرمين لاشيت، في خطوة تعكس تعزيز الانخراط الدبلوماسي الألماني في الملف السوري، وذلك بعد التغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة مؤخرًا. ويأتي هذا القرار بعد أيام قليلة من إعلان كندا استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، حيث تم تعيين سفيرة جديدة في دمشق.
كما أعلنت ألمانيا عن تقديم 300 مليون يورو كمساعدات إضافية لسوريا، ضمن إطار دعم جهود إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية. وأكدت بيربوك، خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أن تحقيق مستقبل سلمي لسوريا يتطلب عملية سياسية شاملة. وشددت على أن برلين ستوجه هذا الدعم لصالح الشعب السوري عبر الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، بهدف تعزيز جهود إعادة البناء والاستقرار.
ووفقا لوزارة الخارجية الألمانية، سيتم تخصيص 168 مليون يورو من المساعدات عبر الوزارة، بينما ستقدم الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية 133 مليون يورو. وأوضحت الوزارة أن أكثر من نصف هذه الأموال ستُخصص لدعم الشعب السوري داخل البلاد، فيما سيُخصص الجزء المتبقي لمساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في دول مثل الأردن ولبنان والعراق وتركيا.
ألمانيا، باعتبارها أكبر كيان اقتصادي في أوروبا، تسعى إلى دعم سوريا في مختلف المجالات، حسبما أشارت وزيرة الخارجية. كما أن إعادة فتح السفارة ستسهم في تسهيل العديد من الإجراءات التي تواجه ما يقرب من 900 ألف سوري يقيمون حاليًا في ألمانيا.
على صعيد متصل، أعلنت كندا عن تعيين سفيرتها في لبنان، ستيفاني مكلوم، كأول سفير غير مقيم لكندا في سوريا منذ تعليق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مما يعكس تحركًا مشابهًا نحو تعزيز التعاون الدولي مع سوريا.