أخبار هولندا

الطلاب الأجانب يفضلون البقاء في هولندا بعد التخرج

تشير أحدث الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الجامعات الهولندية يختارون البقاء في البلاد بعد الحصول على شهاداتهم. وفقًا لأبحاث أجرتها منظمة Nuffic، وهي جهة مختصة بتدويل التعليم، بلغت نسبة الخريجين الأجانب الذين لا يزالون يعيشون ويعملون في هولندا عام 2023 حوالي 57% بعد عام واحد من التخرج، مقارنة بـ 40% فقط في عام 2018.
على المدى الطويل (خمس سنوات بعد التخرج)، تشير البيانات إلى أن أكثر من ربع الخريجين الأجانب لا يزالون مقيمين في هولندا. وفي دراسة سابقة أجريت عام 2022، كانت هذه النسبة حوالي 24%. ومع ذلك، فإن الفرق بين الفترتين ليس كبيرًا، مما يعكس استقرار الإقبال على البقاء في هولندا كوجهة طويلة الأمد للعمل والحياة.
وتظهر البيانات أيضًا أن طلاب الدراسات العليا، الذين حصلوا على درجة الماجستير بعد إتمام درجة البكالوريوس في هولندا، هم الأكثر احتمالاً للبقاء. حوالي 30% من هؤلاء الطلاب ما زالوا في هولندا بعد خمس سنوات من التخرج. تفسر الباحثة إيسي أرات من منظمة Nuffic هذا الأمر بأن هؤلاء الطلاب يكونون قد أمضوا وقتًا أطول في البلاد، مما يمنحهم فرصة لتعلم اللغة الهولندية وبناء شبكات اجتماعية ومهنية قوية.

الاختلافات بين المدن الهولندية

من بين المدن الهولندية، تبرز مدينة آيندهوفن كواحدة من الوجهات الرئيسية التي يفضلها الطلاب الأجانب للإقامة فيها. ما يقرب من نصف الطلاب الأجانب الذين درسوا في آيندهوفن لا يزالون يعيشون في هولندا بعد خمس سنوات من التخرج. أما مدينة أمستردام، فهي المدينة الأكثر جذبًا للخريجين الذين يعملون فيها بعد مرور خمس سنوات، حيث تضم نحو 37% من إجمالي الخريجين العاملين.

أهمية بلد المنشأ

يشير البحث إلى أن بلد المنشأ للطالب يعد عاملًا مهمًا في تحديد معدل الإقامة في هولندا. على سبيل المثال:

  • 80% من خريجي سورينام لا يزالون يقيمون في هولندا بعد خمس سنوات، ويرجع ذلك إلى وجود جالية سورينامية كبيرة في البلاد وإتقان السكان المحليين هناك للغة الهولندية.
  • 71% من الخريجين الإيرانيين يبقون في هولندا بعد خمس سنوات.
  • كما أن الطلاب من أوكرانيا وتركيا وروسيا لديهم معدلات إقامة مرتفعة، إذ يتجاوز عدد الطلاب المقيمين منهم بعد التخرج نسبة 50%.

في المقابل، يبدو أن الطلاب القادمين من دول الاتحاد الأوروبي أقل احتمالًا للبقاء في هولندا مقارنة بالطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، من حيث الأرقام المطلقة، يبقى عدد أكبر من الطلاب الأوروبيين في هولندا بسبب العدد الكبير من المتخرجين من دول الاتحاد الأوروبي (أكثر من 92,000 طالب سنويًا) مقارنة بالطلاب من خارج الاتحاد (حوالي 35,000).

التخصصات الأكثر جذبا

يلعب تخصص الطالب دورًا كبيرًا في قرار البقاء. على سبيل المثال، يميل الطلاب الحاصلون على شهادات في مجالات التكنولوجيا والتعليم إلى البقاء في هولندا. يُعزى ذلك إلى النقص الكبير في الكوادر المؤهلة في هذه القطاعات، مما يجعل سوق العمل الهولندي أكثر ترحيبًا بهم.
ويجب أن ننسى هناك فوائد في حال بقاء الطلاب الدوليين في هولندا يمثل “خبرًا جيدًا للاقتصاد”. إذ تعاني العديد من القطاعات في هولندا من نقص حاد في العمالة المؤهلة، ويمكن للطلاب الدوليين أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في سد هذه الفجوة.
ويرى محللو سوق العمل، أن النقص المتزايد في الموظفين المؤهلين في هولندا هو أحد الأسباب الرئيسية التي تشجع الطلاب على البقاء. كما أن الرواتب في هولندا أعلى بكثير مقارنة بدول أخرى مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان، مما يجعلها وجهة جذابة للعمل.
ويمثل الارتفاع المستمر في نسبة الطلاب الأجانب الذين يختارون البقاء في هولندا بعد التخرج مؤشرًا إيجابيًا على جاذبية البلاد كموقع للدراسة والعمل. وبفضل سياساتها الداعمة للتعليم الدولي وسوق العمل القوي، تستمر هولندا في تعزيز مكانتها كوجهة مفضلة للطلاب الدوليين الذين يسعون لبناء مستقبل مهني مستقر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!