هولندا: مناقشة في البرلمان حول أزمة “الشريط” وسلوك الوزيرة فابر وسحب الثقة

أثارت تصرفات وزيرة حزب PVV، ماريولين فابر، استياءً متزايدًا داخل الإئتلاف الحكومي (NSC، PVV، BBB، VVD) في الكواليس، حيث يصف أعضاء الإئتلاف موقفها بأنه “غير قابل للدفاع عنه”.
وشهد البرلمان الهولندي اليوم نقاشا حادا حول سلوك وزيرة اللجوء والهجرة فابر، على خلفية رفضها التوقيع على ترشيحات لجوائز ملكية لمتطوعين عملوا مع اللاجئين. الأزمة أثارت جدلاً واسعًا بشأن وحدة سياسة الحكومة، حيث ترى المعارضة أن هذا السلوك يهدد تماسك مجلس الوزراء.
استعادة الوحدة الحكومية
كما طالبت أحزاب المعارضة بإعادة توحيد السياسة الحكومية، مشددة على أن هذا الهدف أصبح مهددًا بعد رفض فابر التوقيع على الترشيحات، بينما قرر رئيس الوزراء ديك شوف ووزير الداخلية أوترمارك التوقيع عليها نيابة عنها.
زعيم حزب GroenLinks-PvdA، تيمرمانز، وضع ثلاثة شروط لإنهاء الأزمة: اعتذار فابر، توقيعها الفوري على الترشيحات الحالية، والتزامها بالتوقيع في المستقبل. وقال إن هذه الخطوات ضرورية لاستعادة وحدة السياسة الحكومية. كما دعا إلى إدانة صريحة من رئيس الوزراء لسلوك الوزيرة.
من جانبهم، انتقد زعماء أحزاب D66 وجيب فونتنبال (حزب CDA) وبيكر (الاتحاد المسيحي) تصرفات فابر، مشيرين إلى أنها تعمل بشكل متكرر على تقويض وحدة مجلس الوزراء. وقال جيتن، زعيم حزب D66: “حان الوقت لمغادرتك”، بينما علق بيكر بأن “وقت التسامح قد انتهى”.
فيلدرز يدافع
على الجانب الآخر، دافع زعيم حزب الحرية (PVV)، خيرت فيلدرز، عن وزيرة حزبه فابر، واصفًا النقاش بأنه “هراء”. وأكد أن من حق الوزير رفض التوقيع على مثل هذه الجوائز، وهو إجراء نادر الحدوث ولكنه قانوني. واعتبر فيلدرز أن فابر تستحق كل الدعم، وأن الحكومة لا تزال تتحدث بصوت واحد.
وبدورها، أعربت رئيسة حزب BBB، فان دير بلاس، عن قلقها من تهديد المعارضة بسحب الثقة من فابر، معتبرة أن ذلك قد يؤدي إلى شلل كامل للحكومة. وقالت إن المعارضة تعرّض مستقبل البلاد للخطر وتتجاهل القضايا الملحّة التي تحتاج إلى حلول.
رد فعل فابر
في محاولة لتهدئة الأزمة، أرسلت فابر رسالة إلى البرلمان أكدت فيها دعمها للترشيحات، لكنها لم تتراجع عن موقفها الأساسي. وأشارت فان فرونهوفن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، إلى أن الرسالة “بدأت تعيد بعض المعنى” للأزمة، معربة عن أملها في أن يستمر النقاش بشكل بناء.
وفي وقت لاحق، أعلن رئيس الوزراء شوف أنه سيحضر الجلسة بعد ضغوط المعارضة، التي رأت أن غيابه يعكس تجاهلاً لأهمية الأزمة. وبعد تعليق الجلسة لعدة ساعات، استؤنفت المناقشة بحضور رؤساء الأحزاب الائتلافية الأربعة.
أزمة “الشريط”
الأزمة بدأت الأسبوع الماضي عندما رفضت فابر التوقيع على خمسة ترشيحات لجوائز ملكية لمتطوعين ساعدوا اللاجئين. وأوضحت أن سبب رفضها هو أن عمل هؤلاء المتطوعين يتعارض مع سياساتها الرامية إلى تقليص أعداد طالبي اللجوء. ومع ذلك، قرر رئيس الوزراء ووزير الداخلية التوقيع على الترشيحات نيابة عنها، مما أثار غضب المعارضة.
اقتراح سحب الثقة
مع استمرار الأزمة، أعرب عدد من الأحزاب المعارضة عن نيتها تقديم اقتراح بسحب الثقة من فابر إذا استمرت في رفض الاعتذار أو التراجع عن موقفها. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يبدو أن الحكومة تواجه اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على الحفاظ على وحدتها وتجنب الانهيار.
النقاش في البرلمان الهولندي يعكس صراعًا عميقًا حول كيفية التعامل مع قضايا اللجوء والهجرة وأهمية الحفاظ على وحدة السياسة الحكومية. وبينما تدافع المعارضة عن أهمية التوافق داخل مجلس الوزراء، يرى مؤيدو فابر أن موقفها يعكس التزامًا بمبادئ حزبها. ومع ذلك، فإن تطور الأحداث خلال الأيام المقبلة قد يحدد مصير الحكومة ومستقبلها السياسي.