أخبار أوروبا

الناتو يطالب زيادة القدرات العسكرية وأوروبا ستدافع عن أمنها من دون أمريكا

أكدت نائبة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، رادميلا شيكيرينسكا، على أهمية مبادرة “إعادة تسليح أوروبا” خلال كلمتها أمام لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي (SEDE). وأشادت بزيادة الاستثمارات الدفاعية الأوروبية ودعت إلى تعزيز التعاون مع الناتو، مشيرةً إلى التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه القارة.
أوضحت شيكيرينسكا أن أوروبا تواجه بيئة أمنية غير مستقرة نتيجة استمرار الحرب في أوكرانيا، وإعادة بناء روسيا لقدراتها العسكرية، فضلاً عن التهديدات الصاعدة من الصين، الهجمات الإلكترونية، والمخاطر الإرهابية. وأشارت إلى أن دول الناتو الأوروبية وكندا زادت إنفاقها الدفاعي بنسبة 20% خلال عام 2024 فقط، ليتجاوز إجمالي الإنفاق منذ عام 2014 حاجز 700 مليار دولار.
وأضافت أن العديد من الدول الأوروبية مثل إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا وبولندا تعهدت برفع ميزانياتها الدفاعية لتصل إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، بينما أعلنت دول أخرى مثل ألمانيا، فرنسا والمملكة المتحدة زيادات كبيرة في الإنفاق العسكري.
أشادت شيكيرينسكا بالمبادرة التي ستوفر ما يصل إلى 800 مليار يورو لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية. وأكدت أن هذه الجهود لا تعني الانفصال عن الناتو، بل تهدف إلى تعزيز الركيزة الأوروبية داخل الحلف، مما يسهم في تحقيق توازن أكبر بين أعضائه.
وشددت على أن الناتو والاتحاد الأوروبي يمثلان شريكين أساسيين في تعزيز الدفاع السيبراني، حماية البنية التحتية، والاستثمار في الصناعات الدفاعية. كما أكدت ضرورة إشراك حلفاء الناتو غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل كندا والنرويج والمملكة المتحدة، لضمان أمن القارة بشكل شامل.
أشارت إلى أن الحلفاء الأوروبيين يقدمون حوالي 60% من الدعم المالي لأوكرانيا، مع مساهمات كبيرة من فرنسا، السويد، هولندا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الدعم المستمر لتطوير الصناعات الدفاعية الأوكرانية.
اختتمت شيكيرينسكا بالتأكيد على أن هذه القضايا ستكون محور النقاش في قمة الناتو المقبلة في لاهاي، والتي ستتناول تعزيز التعاون الأوروبي والأطلسي بهدف حماية الأمن والاستقرار.
وفقًا لمسؤول كبير في الناتو، يعتزم الحلف مطالبة أعضائه الأوروبيين وكندا بزيادة مخزوناتهم من الأسلحة والمعدات بنسبة 30% خلال السنوات القليلة المقبلة. يتم حالياً مناقشة أهداف جديدة للقدرات العسكرية تستهدف تحديث الخطط التي وُضعت قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، ومن المتوقع اعتمادها خلال اجتماع وزراء دفاع الحلف في بروكسل بحلول أوائل يونيو.
تأتي هذه الخطوة استجابة للتهديدات المتزايدة من روسيا، بالإضافة إلى الضغوط السابقة التي مارسها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي طالب مراراً بتقليل عبء الدفاع عن أوروبا على الولايات المتحدة. ومع فوز ترامب في الانتخابات مؤخراً، تسارع الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي وإعادة النظر في تمركزها العسكري.

تغيير الأولويات الأمريكية

اتهم ترامب أعضاء الناتو باستغلال واشنطن وعدم إنفاق ما يكفي على الدفاع، مقترحاً زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو هدف يُعتبر غير واقعي حتى بالنسبة للولايات المتحدة نفسها. ومن المتوقع أن تُقلص الولايات المتحدة وجود قواتها في أوروبا وتتحول نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

خطة طويلة

تتوقع خطط الناتو الجديدة زيادات كبيرة في المعدات عبر جميع القطاعات، مع تنفيذ هذه الأهداف خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 15 عاماً. وسيحتاج معظم الحلفاء الأوروبيين إلى رفع إنفاقهم الدفاعي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى يُتوقع أن يصبح الهدف الجديد عند اجتماع القادة في قمة الناتو في لاهاي أواخر يونيو.
بهذه الخطوات، يسعى الحلف إلى تعزيز قدراته الدفاعية، وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، ومواجهة التحديات الأمنية العالمية بفعالية أكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!